تعثر مفاوضات بيع الغاز الطبيعي المغربي والشركة البريطانية تبحث عن حلول بديلة

على الرغم من النتائج الإيجابية لعمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي في حقول تندرارة التابعة لإقليم فكيك، إلا أن عمليات تسويق الاحتياطي لن تكون بالسهولة المرجوة، وذلك بعدما أعلنت شركة "ساوند إينيرجي البريطانية"، أمس الاثنين، فشل المفاوضات الحصرية مع الطرف الذي كان سيتكفل بعمليات إسالة وتسويق الغاز، ما سيدفعها للبحث عن حلول بديلة.

ووفق بلاغ أصدرته "ساوند إينيرجي" ونشرته وكالة الأنباء الفرنسية المتخصصة في الشأن الاقتصادي "إيكوفين"، فإن المفاوضات مع "المشتري المحتمل" دخلت مرحلة الشلل، إثر فشل هذا الأخير في إثبات أنه يملك ما يكفي من أموال لدفع الصفقة إلى الأمام، وذلك بعد محادثات طويلة استمرت منذ شهر نونبر الماضي.

واستمرت الشركة البريطانية في مفاوضاتها مع المشتري المحتمل بشكل حصري إلى غاية 14 فبراير الجاري، لكنها لم تنجح في الوصول إلى أي اتفاق، لتنطلق جولة جديدة من المفاوضات لكن هذه المرة اختارت "ساوند إينيرجي" أن لا تكون حصرية، حيث تركت الباب مفتوحا للتفاوض مع مشترين آخرين، وذلك بعد نفاذ صبرها.

وتدرس الشركة عدة احتمالات للاستفادة في أقرب الآجال من مخزون الغاز الطبيعي الموجود في آبار الجهة الشرقية، فبالإضافة إلى فتح المجال أمام شركات أخرى للتعاون معها في عمليات الإسالة والتسويق، بدأت أيضا مباحثات مع الطرف المغربي، المتمثل في المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، من أجل القيام بهذه العمليات بنفسها.

وشجعت النتائج الإيجابية لعمليات التنقيب "ساوند إينيرجي" على التفكير في الاستثمار أيضا في عمليات الإسالة والبيع، حيث تبحث أن تتم هذه العملية على نطاق صغير في إطار استراتيجية تطوير سريعة، حيث يتوقع أن يتم تخصيص الغاز المسال في البداية للاستهلاك في المجال الصناعي، على أن يتم مستقبلا العمل على إنشاء خط أنابيب بطول 120 كيلومترا لتوريد الغاز.

وكانت سنة 2019 سنة إيجابية بالنسبة لـ"ساوند إينيرجي" في المغرب، حيث أعلنت في ماي الماضي أنها اكتشفت موارد كبيرة بمنطقة تندرارة تبلغ طاقتها الإنتاجية 20 مليون متر مكعب، ما دفعها إلى إعلان توقعاتها بأن تصبح المملكة من بين مصدري الغاز الطبيعي إلى أوروبا مع قدرة إنتاجية ستصل إلى 60 مليون متر مكعب يوميا لمدة 10 سنوات.